29‏/5‏/2011

فخ تحالف الأعداء


«كراسي الاعتراف» ليست في سراديب المخابرات فحسب، بل تجدها في الطائرة حين يجلس بجانبك من لا تعرفه فيخرج لك تاريخ حياته وعلاقاته وأسرار عمله، أو عندما يجلس بجانبك على الكنبة في بيتك مدير أموالك الأجنبي، كما حدث مع من تعتبره الحكومة وتروج له طائفته بأنه معتدل في التقريب بين الطوائف. ففي جلسة خاصة مع مدير حسابه السويسري، ا......لذي نقل لنا حديثه، همس في أذنه بأن كل دويلات الخليج ستصبح محافظات إيرانية قريباً! إنه من المهم ان نفسر ما يدور في ساحتنا المحلية من منظور دولي شامل لا محلي ضيق، مع عدم الاعتماد على الفضائيات وقناتي «الجزيرة» و«العربية» في تكوين رأينا الجيوسياسي، ولا أن نأخذ بظاهر الأحداث لتصنيف الأشخاص، فمن السذاجة المطلقة ان نعتقد ان الفوضى التي حدثت لفركشة جلسة البرلمان الأخيرة قد كانت بسبب رفض الدفاع عن محتجزين في سجون أميركا وصفهم بالإرهابيين، وهم متهمون من غير أدلة ومحاكمة! إن ربط خيوط المعلومات من شهود العيان ومن «كراسي الاعتراف» ومن سفراء دول متخذي قرارات الحرب، ومن مذكرات من شاركوا في حياكة الدسائس في حكومات الدول العظمى، هو ما جعلنا نتأكد ان الوضع الذي نحن فيه بالخليج أخطر مما يتصوره الكثيرون.
ففي البحرين أثبتت المعلومات غير المتداولة تورط الدول العظمى المباشر مع إيران للإطاحة بالنظام.
سفير بريطانيا الذي قدم المقيمون البريطانيون مؤخراً عريضة لعزله، التقى سراً بالمعارضة ودعم مطالبها وشارك ببث جو عدم الثقة، وطلب طائرتين لإخلاء البريطانيين الذين رفضوا الرحيل ما عدا أربعة عشر منهم!
أما أميركا فقد ذهبت أبعد من ذلك بالضغط عن طريق وسطاء لإخراج درع الجزيرة من البحرين، كأياد علاوي، الذي ساهمت في إقصائه من رئاسة العراق دعماً لإيران، ففي لقاء مغلق أفاد علاوي ان نائب الرئيس الأميركي جون بايدن طلب منه إقناع السعودية بالخروج من البحرين، فرد عليه علاوي بكل حزم: وكيف سأجيبهم إذا سألوني ان كانت أميركا ستحارب لإخراج إيران من البحرين، ووجه سؤالاً لبايدن إن كانت أميركا تراهن على إسقاط منظومة دول الخليج، فطلب بايدن مهلة لمراجعة البيت الأبيض!
في مراجعتنا للتاريخ نجد ان أميركا تتعاون سراً مع ألد أعدائها تحقيقاً لمصالحها، وأشهرها فضيحة «إيران - كانترو» حين باعت أسلحة لإيران بوساطة إسرائيلية لنظام الخميني بداية الثمانينات في أوج حربها الإعلامية مع إيران، وهو ما نذكر به قادة الخليج الذين نحذرهم من أن الخلاف الأيديولوجي بين إيران من جهة وأميركا وإسرائيل من جهة أخرى ما هو إلا مادة إعلامية لاستهلاكنا المحلي، وبرأينا ان ما يقوم به أوباما ما هو الا تنفيذ لوثيقة إيرانية وجهت لإدارة بوش الابن ما بين عامي 2001 و2003 عبر وسيط سويسري ورفضها نائبه ديك تشيني، تعرض فيها إيران على أميركا وإسرائيل شراكة سياسية تهيمن إيران بموجبها على الخليج وتتعاون للقضاء على أفغانستان وصدام والقاعدة، وهو ما نعتقد أنه جار استكمال تنفيذه بتواطؤ أميركي لتقع شعوب الخليج وأنظمتها في فخ تحالف الأعداء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق