21‏/7‏/2011

الدور المزدوج للصدر بالعراق

لعبة الصدر

بقلم غاريث بورتر*

 

السؤال الكبير المعلق فوق المفاوضات الامريكية العراقية حول الوجود العسكري الامريكي بعد 2011 هو: ماهي اللعبة التي يلعبها مقتدى الصدر بهذا الخصوص؟
المسؤولون الامريكان يعتبرون الصدر مازال بشكل غير شرعي يعارض الوجود الأمريكي ويطالبون بان يسرح لواء اليوم الموعود. ولكن صلة الوصل الرئيسية بين المالكي والصدر يقول ان الصدر يلعب لعبة مزدوجة ولا ينوي عرقلة المفاوضات حول صفقة ابقاء 10 الاف جنديا او اكثر من 2012 الى اجل غير مسمى.
وقد قام الصدر بحركة مهمة في آخر الاسبوع الماضي باتجاه قبول مثل هذه الاتفاقية بين ادارة اوباما وحكومة المالكي، حسبنا اعلمنا مسؤول كبير في الاستخبارات العراقية في مكتب التنسيق الدولي. وهذا المكتب هو احد اذرع الاستخبارات العسكرية العراقية يديرها مسؤول استخباراتي من المانيا الشرقية سابقا وقد كان المستشار السياسي للصدر خلال ذروة الحرب الامريكية ضد الصدريين في 2007-2008
وقد وافق الصدر في لقاء تبادل افكار مباشر (ولم ينشر في الاخبار) مع المالكي بانه لن يستغل طلبا من المالكي للرئيس اوباما لابقاء قوات امريكية في العراق الى ما بعد هذه السنة ، في مهاجمة او تهديد حكومة المالكي سياسيا او امنيا . هذا ماقاله المسؤول الاستخباراتي العراقي.
وكان الصدر قد هدد طويلا بسحب اي تأييد للحكومة بسبب الوجود العسكري الامريكي. ويقول المصدر الاستخباراتي ان المالكي حين سأل الصدر في اللقاء وبشكل مباشر عن نواياه، قال الصدر  انه لن يكرر سحب وزرائه كما حدث في 2006 حول نفس القضية .
موقف الصدر المبهم من قضية الوجود الامريكي يمكن فهمه بسبب دوره كصانع ملوك في حكومة المالكي اضافة الى حاجته للحفاظ على تأييد الفقراء الذين يمثلون قاعدة قوته السياسية.

يقول المسؤول الاستخباراتي العراقي "عليه ان يرضي الطرفين" اي ان عليه ان يستمر بخطاب التشدد ضد الوجود الامريكي لارضاء قاعدته الشعبية ولكن في السر يوافق على كل ما يطرحه المالكي.
ومن اجل قاعدته الشعبية قام لواء اليوم الموعود التي اسسها في 2008 بهجمات ضد القواعد والقوافل الامريكية في شهر حزيران. وقد اصدر اللواء في يوم 28 حزيران بيانا تبنى فيه اطلاق 10 صواريخ

هاون وكاتيوشا ضد القواعد الامريكية في انحاء البلاد وهجمات على القوافل العسكري الاميركية قائلا ان الهجمات (قتلت واصابت عددا من الجنود الامريكيين).
وقد نتجت هجمات الميليشيات الشيعية عن مقتل 15 جندي امريكي في حزيران وهو اكبر رقم قتلى شهري منذ حزيران 2008. والمسؤولون الامريكان في بغداد يعتبرون لواء اليوم الموعود واحدا من ثلاثة ميليشيات شيعية تمولها وتسلحها ايران لقتل الجنود الأمريكان.
في نهاية الاسبوع الماضي نشر الصدر على موقعه ان مهمة لواء اليوم الموعود ستكون مقاومة القوات الامريكي اذا لم تنسحب في 31 كانون الأول. ولكن مكتب التنسيق الدولي يقول للمسؤولين في البيت الابيض والبنتاغون انه من اجل تجنب استعداء واشنطن فإن الصدر امر اللواء بقصر هجماته على (الاهداف الجامدة) مثل القواعد والمركبات المصفحة لتقليل احتمال وقوع خسائر بشرية امريكية حسبما صرح به المسؤول الاستخباراتي العراقي الكبير.
واستهان مكتب التنسيق الدولي ببيان لواء اليوم الموعود الذي زعم قتل واصابة قوات امريكية بان ذلك كان من قبل الجناح المتشدد في حركة الصدريين القريبة من ايران والتي تأمل ان تفرض على الصدر التشدد في المفاوضات حول الوجود الأمريكي,.
**

*غاريث بورتر مؤرخ وصحفي محقق مع وكالة انتر بريس مخصص في سياسات الامن القومي الامريكي. 

ترجمة عشتار العراقية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق