الجلبي وقصة حذاء لم يكرم ؟!
رجا طلب
هو الغضب الشديد او السخط العظيم الذي يدفع الإنسان في بعض الاحيان الى تجاوز المنطق والفكر واللجوء الى وسائل للتعبير قد لا تكون مناسبة مثل استخدام الحذاء الذي اضحى رمزا للغضب وتعبيرا سياسيا بامتياز بعد واقعة الضرب التى تعرض لها الرئيس الاميركي السابق جورج بوش في بغداد من الصحفي منتظر الزيدي في مساء يوم الاحد 14 / 12 / 2008.
في التاريخ يعد حذاء الرئيس السوفياتي خروتشوف الذي ضرب به طاولة مجلس الامن عام 1956 مهددا بضرورة وقف العدوان الثلاثي على مصر هو اشهر واهم حذاء على الاطلاق، ووصل هذا الحذاء مرتبة رفيعة عندما اختاره روي أندرهيل استاذ علم النفس وخبير الاتصالات الاميركي موضوعا لكتابه المسمى «حذاء خروتشوف».
وقبل ايام اطل على المشهد السياسي حذاء جديد ولكنه لم يلق الاهتمام المطلوب لربما لعدم قيمة الُملقَى عليه او لاسباب فنيه اخرى منها عدم التغطية الاعلامية الكافية والمطلوبة للواقعة، وفي كل الاحوال فان هذا الحذاء الذي القي بوجه احمد الجلبي في العاصمة بيروت في مؤتمر ما سُمى «بنصرة الشعب البحريني» من قبل احد الحضور يعد هو الاخر حذاء سياسيا بامتياز ويحمل في طياته رسالة مهمة للغاية لهذا الرجل الذي كان يتحدث عن حقوق الشعب البحريني وكأنه شعب يذبح.
لماذا يعد رسالة سياسية؟ لانه وجه لرجل تنقل من النقيض الى النقيض، فمن شخصية عملت لسنوات مع الولايات المتحدة كان خلالها يعتقد انه سيدخل الى العراق رئيسا له انتقل بعد احباطه والاستغناء عن خدماته الى النقيض وتحالف مع ايران معتقدا ايضا ان هذا التحالف قد يأتى به رئيسا لوزراء العراق، لكنه اكتشف ايضا ان هذه الجائزة الإيرانية التي منحت لمن هو اقل قدرة منه «نورى المالكي» هي بعيدة المنال عنه.
والان وبعد ان اخذ يطويه النسيان وجد الجلبي تجارة جديدة هي «الوضع في البحرين»، تجارة يمكن ان ُتحسن من قيمتُه لدى ايران من جهة وتعيد له الوهج الإعلامي الذي اخذ يفقده من جهة ثانية، فنسى كل مآسي الشعب العراقي ومعاناته من تدهور امني وحكم للميليشيات الذي مازال يرعى بعضها، وعجز كامل لحكومة المالكي عن توفير ابسط الخدمات لهذا الشعب علاوة على الفساد المستشري والذي يضع العراق كدولة في مقدمة الدول الفاشلة والفاسدة، تناسى كل هذه الامور وراح يتحدث عن حقوق الانسان في البحرين.
لقد اختار الجلبي بيروت مكانا لهذا المؤتمر واختار حزب الله راعيا وممولا له وهو امر يستدعى الملاحظات التالية:
اولا: كيف يتحدث الجلبي عن قمع وقهر الشعب البحريني ويطالب بتدخل الجامعة العربية ومجلس الامن لحمايته ويتجاهل ويتناسى وهو على بعد عشرات الكيلومترات من سوريا ما يجرى للشعب السوري من قتل وتنكيل ووحشية منقطعة النظير من قبل نظام يدعى ان مهمته الاولى هي مواجهة إسرائيل واذ به يواجه شعبه؟؟.
ثانيا: كيف يقبل حزب الله، هذا التنظيم الذي يصف ما جرى في العراق عام 2003 احتلالا اميركيا ويصف الولايات المتحدة بالشيطان الاكبر، كيف يقبل ان يستضيف «عراب» هذا الاحتلال الذي دخل بالفعل على الدبابة الاميركية الى اراضي العراق؟؟، بالطبع انه التزوير والبروبغاندا، فحزب الله لا يرى الا بعيون ايران ومصالحها، وما جرى في العراق صب ويصب في صالح ايران والجلبي مجرد اداة سياسية لايران كما هو حزب الله نفسه، فالكل في جلباب الملالي.
في كل الاحوال لن ينسى الجلبي صفعة الحذاء الذي ناله الُغبن ولم يلق التكريم والاهتمام الذي كان قد لقيه حذاء منتظر الزيدي؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق