29‏/5‏/2011

اغتيال بن لادن و توسيع نطاق الحرب و بناء قضية ضد باكستان

اغتيال بن لادن و توسيع نطاق الحرب و بناء قضية ضد باكستان
توني كارتالوكسي
في مقال لـ روجيو بيل والذي كرس حياته لإدامة الحرب الوهمية على الإرهاب كتب مقال بعنوان التورط الجلي لباكستان في إيواء بن لادن , والذي يدعي فيه أن باكستان لم تكن فقط تعلم بوجود بن لادن في ابوتاباد بل وايضا زودته بالملجأ, ويذكر روجيو القراء بصلات باكستان الواسعة بالجماعات الارهابية ...والمتشددة ؟
وليس ذلك فقط بل ويشير إلى أن الولايات المتحدة لم تكشف عن العملية لبااكستان لعدم الثقة فيها .
ولا نعلم هل هو يفتقر للخيال أو هو مجرد ازدراء لعقلية القراء!
فإذا كانت باكستان كما يزعم ليست فقط على علم بتواجد بن لادن في ابوتاباد بل وهي من وفرت له الملجأ والحماية ,فكيف يريد منا التصديق أن الملجأ بلا حماية أو مراقبة مستمرة , لكن روجيو كالعادة اخترع تلك القصة والتي تشبه خدعة بن لادن من بدايتها جنبا إلى جنب مع اف بي اي والسي اي ايه بهدف دفع جدول اعمال الشركات الرأسمالية الكبرى والتي تقف حاليا باكستان كعقبة في وجهها في حربها التي بدأت في الشرق الاوسط و المهندسة والممولة من الولايات المتحدة والتي تعرف بربيع العرب ..
فالتوتر في باكستان ازداد مؤخرا مع الدعوات الصريحة من الشركات الرأسمالية لتقسيمها لعدة دويلات وذلك عن طريق الحث على العصيان المدني الممسلح والذي تموله الولايات المتحدة في مقاطعة بلوشستان , وهذه رد فعل على العلاقة المتنامية بين باكستان والصين وتعديها المتزايد ضد مصالح الولايات الامريكية في المنطقة .
أما الكاتب سليغ هاريسون والذي يموله مركز السياسة الدولية فقد نشر جزئين فيما يتعلق بأهمية باكستان الجغرافية والسياسة لتحقيق تغيير ملائم في المنطقة يوافق مخططات القوى الإمبريالية التوسعية المتمثلة في امريكا وحلفاؤها.
وقد نشر الكاتب مقالة بعنوان بلوشستان الحرة يدعو فيها صراحة لتمويل المتمردين البلوش في باكستان فكما يبين في تقريره أن البلوش يبلغ تعدادهم 6 مليون يصف بأنهم مضطهدون و يقاتلون من اجل الحرية و يواجهون القمع المتزايد من المخابرات الباكستانية .
ويمضي في تعداد مزايا انفصال بلوشتان فيقول أن باكستان اعطت الصين قاعدة في ميناء جوادار في قلب أقليم البلوش , فلو تحرر البلوش فهذا سوف يخدم مصالح الولايات المتحدة الامريكية الاستراتيجية بالاضافة للهدف المباشر وهو مواجهة القوات الاسلامية .
كما قد كتب هاريسون مقال آخر يدعو فيه للتدخل في باكستان لمواجهة ماتقوم به الصين في باكستان , وأن على الولايات المتحدة ان تلعب بعنف وتقوم بدعم حركة البلوشستان التي تطالب بالانفصال وتعمل مع المسلحين البلوش لاخراج الصين من باكستان انطلاقا من قاعدتها البحرية في جوادار والتي يعتبر منفذ للصين على بحر العرب .
طالبا أن يوضع في الاعتبار أن البلوش في ايران بدأوا التمرد المسلح في ايران ايضا.
فنحن نلاحظ أنه بعد التحدي مؤخرا من جانب باكستان لواشنطن ومطالبة الولايات المتحدة بوقف كل عمليات الهجوم والتي تشنها طائرات بدون طيار داخل حدودها و رد السي آي إيه بعدة عمليات حصدت في آخرها مالا يقل عن 22 شخص بمافي ذلك النساء والاطفال ..
مع كل ما سبق بالاضافة للعثور مؤخرا على بن لادن في منطقة تعتبر قلب المخابرات والجيش الباكستاني يجعل من تهديد الولايات المتحدة لباكستان واطماعها الحقيقية بات علنيا ..
فباكستان تواجه أحد خيارين , الأول أن تظل خاضعة للغرب في عالم يسيطر فيه الغرب على هذا الكوكب على حساب باكستان والشعب الباكستاني أو تواجه التعدي الصارخ للولايات المتحدة , وفي كلا الحالتين تبدو أن باكستان ستواجه أوضاع صعبة في المستقبل المنظور , فهي اصبحت كالنقطة التي سيتواجه فيها الشرق والغرب لفرض النفوذ .
وبينما واشنطن تشكل حليف للهند حاليا فإن الغرض الوحيد من هذا التحالف هو منافسة الصين في جنوب اسيا و كمنطلق لمواجهة باكستان والصين , وفيما تبدو أن الهند غير راغبة في خوض هذه التجربة ضد باكستان والصين فهذا استلزم أطلاق حزمة آخرى من ويكيليكس يستهدف الحكومة الهندية متهما اياها بتفشي الفساد مولدا حركة مكافحة الفساد بالهند كضغوط على الهند للرضوخ لضغوط واشنطن ..
وبينما كانت الهند تأمل أن يكون اعلان اغتيال بن لادن مؤدي لخروج امريكا من الاقليم يبدو ان لامريكا مخططات آخرى في استمرار الحرب بل و توسعها سامحة لأمثال روجيو بيل من كتاب بأن يأججو الصراع ويكيلو الاتهمامات ويخترعوا الأدلة لتكون مثل تلك المقالات دافعا لبقاء القوات الامريكية في ذلك الاقليم وقت أطول لتوسيع عملياتها العسكرية ..
ولعله الوقت المناسب لتتخلى كل من الهند وباكستان والصين عن استراتيجية التوتر والتي لن تخدم في نهاية المطاف أيا من مصالحهم , و الاجتماع لطرد القوى الغربية مرة واحدة و للأبد من حدودهم ومن المنطقة ككل , وفي أقل تقدير آن الآون للمواطنون في كل من باكستان والهند أن يطالبو بإعادة سيادتهم الوطنية والشخصية والتي أدت النخبة الحاكمة إلى فقدانها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق